أنجع فن قتالي للدفاع عن النفس
مباشرة بعد أي تهديد، و عند سماع أو قراءة خبر تعرض شخص معين قريب أو بعيد، لاعتداء، سرقة أو محاولة أختطاف، إلا ويتضاءل في لحظتها احساسك بالأمن، و بدون شعور تجدك تتقمص دور الضحية، و يسيطر على تفكيرك السؤال، لو كنت مكانه ماذا كنت لتفعل؟ فتبدأ من حيث لا تدري في تقييم قدراتك الدفاعية لتتلمس هل كنت لتتصرف مع المعتدي بشكل مخالف، هل تتمتع بالقدرة على المواجهة أو ستختار الخنوع و تلقي الاعتداء و ما يرافقه بعده من دمار نفسي و خسارة جسدية و مادية، حوار هناك من يمر عليه مر الكرام، و هناك من يسيطر عليه لفترة من الزمن، حوار داخلي غالبا ما ينتهي بأمرين، إما الرضى عن النفس في حالة ما إذا كنت تزاول فنا قتاليا، مع العزم على مزيد من الإنظباط في تداريبه. أو اتخاد قرار بضرورة تخصيص وقت معين للتدرب على فنون الدفاع عن النفس في حالة عدم ممارستها أساسا، فتعزم بالتالي على البحث عن نوع الرياضة و القاعة المناسبة لممارسة ذلك، و في كلتا الحالتين قد تستمر في طرح مجموعة من التساؤلات حول هذا الموضوع، و هو الأمر الذي سيحاول عزيزنا القارئ خبراءنا من اختيار بعضها و الإجابة عليها، علنا نلامس بعض مما تبحث عنه.
هل فعلا الوعي أهم من المهارة ؟
قبل التفكير في اختيار فن قتالي مناسب للدفاع عن النفس، يجب أن ندرك أن أي قتال هو مواجهة مع خطر حقيقي، فيها احتمال الفوز والخسارة. النتيجة تتوقف على ما تملكه من مهارات، قوة بدنية ونفسية، وسرعة اتخاذ القرار. الواقع بعيد كل البعد عن مشاهد أفلام الأكشن التي تُظهر الأبطال يتغلبون على خصومهم دون أي ضرر، و بالتالي منطقيا، يعتبر الحل أكثر أماناً هو عدم الدخول في القتال من الأساس. وهذا يتحقق عبر سلوكات وقائية، مثل الابتعاد عن مناطق الخطر، وتعلم أساليب الحوار لتفادي التصعيد. وإذا لاح خطر المواجهة، يمكن اعتماد تقنيات بسيطة للإلهاء أو الإفلات، مثل ضربة سريعة تخلق فرصة للهروب والنجاة.
ماذا إذا كانت المواجهة ضرورية ؟
إذا استُبعدت كل وسائل الهروب وأصبحت المواجهة حتمية، ننتقل إلى الحديث عن الدفاع الفعلي وفنون القتال. هنا يظهر السؤال القديم: ما هو الفن القتالي الأنسب للدفاع عن النفس في الشارع؟ الإجابات غالباً ما تتأثر بتعصب الممارسين لفنونهم المفضلة، حيث يرى كل عاشق أو ممارس لفن معين أمضى في تعلمه ردها من الزمن، أنه هو الفن الأنسب و الأنجع.
ماهو رأي الباحثين والخبراء؟
لتجاوز هذا الجدل، قام خبراء الفنون القتالية بتحليل مختلف الأساليب، وخلصوا إلى أن بعض الرياضات مثل الملاكمة، الكيك بوكسينغ، التاي بوكسينغ، وفنون القتال المختلطة (MMA) تتفوق عن غيرها في تحقيق ذلك. ومنهم من أفضى به بحثه لمأسسة رياضات جديدة، تدعي محاكاة الظروف الواقعية للاعتداء، مع اعتماد تقنيات قصيرة وسريعة تركز على نقاط الضعف في جسم الخصم.
ماهو الحل في رأينا نحن فريق Fightop؟
نحن في Fightop، و من خلال تجاربنا نضم رأينا لما رآه ثلة من خبراء آخرين أكثر حنكة، رأي يرى أن كل فن قتالي يحتوي ما يكفي من الحركات المناسبة للدفاع عن النفس، فقط يجب تحديدها بدقة وتكرارها آلاف المرات لاكتساب القوة والسرعة الكافية لتنفيدها وفق قواعدها في الوقت و اللحظة المناسبين التي تقتضيها.
رأي يترك الحرية مشرعة لأي شخص باختيار الفن القتالي التي يستهويه أسلوبه، لونه مدربيه، زملاءه، توقيته، موقعه و جمالية الفضاء الذي يضمه، فن يشعره بالمتعة بمتابعة أخباره، و يشوقه معاودة مزاولته بعد كل انتهاء، تحدوه الرغبة الملحة في سبر أغواره و الوصول لأسراره.
لأنه و بدون هذه الدوافع النفسية الملحة، لن يتحقق المراد الكامن فيما يقتضيه التعلم من صبر دؤوب و استمرارية و اصرار دائمين، يخولان ضبط و إتقان المطلوب، استمرارية بدونها لا يجدي تفكير، و لا حسن اختيار في شيء، استمرارية سرعان ما تختفي إذا كان الإختيار مفروضا، بمجرد ما يخبو الشعور بالاّ أمن الذي تفرضه الطبيعة الإنسانية المحكومة بنسيان للأحداث و مخلفاتها النفسية، التي كانت دافعا أوليا لاتخاذ قرار ممارسة فن قتالي معين